
كثيرًا ما يُقال إن الجمهور يحضر من أجل العماد ميشال عون، وإن الوزير جبران باسيل “يقطف الثمار”.
لكن من لا يفهم رمزية العماد عون لدى العونيين، وقيادة الوزير باسيل بين التياريين، لن يدرك أبدًا هذا الرابط الوجداني الذي يتخطى السياسة، ليصل إلى عمق الالتزام والوفاء لقضية، وتاريخ، ونهج.
العماد ميشال عون، بالنسبة للعونيين، ليس مجرد زعيم سياسي. هو الأب المؤسس، الأيقونة الوطنية، رمز الشرف، والوفاء. في حضوره، تنحني الرؤوس احترامًا لتاريخه النضالي، وثباته الأسطوري في وجه محاولات إخضاع لبنان وإلغاء دوره وسيادته.
أما الوزير جبران باسيل، ففي حضوره، تُرفع الرؤوس عزةً وفخرًا. فهو القائد الذي حمل الأمانة دون أن يساوم، واستمر في معركة بناء الدولة ومحاربة الفساد. واجه نفس المنظومة التي حاربت العماد عون، لأنها تعرف أنه امتداد لنفس المشروع والرؤية.
من لا يدرك أن عون وباسيل يشكّلان وحدة نضالية وفكرية ووطنية واحدة، لن يستطيع أن يقرأ الحضور الجماهيري، ولا الصراع السياسي الحقيقي.
فالتيار الوطني الحر ليس جمهورًا يتنقّل خلف الأشخاص، بل مسيرة يؤمن بها الأوفياء، ويقودها الشرفاء.