
يشهد قضاء كسروان – الفتوح حالة من الغضب الشعبي بعد قرار منع المواطنين والزوار من ممارسة النشاطات السياحية والترفيهية قرب سد شبروح، الذي يُعتبر من أبرز المعالم البيئية والسياحية في المنطقة. ويؤكد أبناء القضاء أنّ هذا القرار ألحق أضراراً اقتصادية كبيرة بالمطاعم والمقاهي وأصحاب المؤسسات السياحية الذين يعتمدون على الموسم الصيفي لتأمين لقمة عيشهم.
سد شبروح، الذي كان على مدى السنوات الماضية مقصداً للمتنزّهين والعائلات وهواة الرياضة الجبلية، تحوّل اليوم إلى منطقة شبه مغلقة بوجه الأهالي والسياح. وبحسب شكاوى المواطنين، فإنّ وزارة الطاقة اتخذت إجراءات منعت بموجبها النشاطات السياحية بحجّة الحفاظ على السد كمصدر للمياه، الأمر الذي اعتبره الأهالي “حرماناً تعسفياً” من حقهم الطبيعي في الاستفادة من ثروات منطقتهم.• ماري من فاريا، صاحبة مطعم صغير:
“نحن نعيش من حركة الناس في الصيف، والسياح كانوا يمرّون دائماً من شبروح. منذ أن مُنعت السياحة هناك تراجعت مبيعاتنا إلى النصف تقريباً. الوزير بهذا القرار قطع أرزاقنا”.• جورج، موظف في قطاع السياحة البيئية:
“سد شبروح هو الرئة الخضراء لكسروان. إغلاقه بوجه الناس يدمّر صورة المنطقة السياحية. نحن لا نطلب سوى تنظيم النشاطات لا منعها بالكامل. لا يجوز أن يُعاقب الناس لأسباب سياسية بحتة. • ميرنا، طالبة جامعية من ذوق مكايل:
“كبرنا ونحن نزور شبروح ونمارس الرياضة فيه. اليوم نحرم من هذا الحق بسبب قرار سياسي. الوزير مسؤول أمامنا وأمام أهل كسروان، لأنه دمّر معلم سياحي وألغى مصدر فرحنا”.
خسائر اقتصادية واجتماعية
يشير أبناء كسروان إلى أنّ هذا القرار انعكس مباشرة على العشرات من العائلات التي تعتمد على الحركة السياحية في شبروح، من أصحاب المطاعم والمقاهي، إلى المرشدين السياحيين، وحتى أصحاب السيارات الصغيرة الذين كانوا يقلّون الزوار. ويقدّر بعض الناشطين أن الخسائر وصلت إلى “مئات آلاف الدولارات خلال موسم واحد”، فضلاً عن الانعكاسات الاجتماعية التي دفعت عدداً من المؤسسات الصغيرة إلى الإقفال.
أمام هذا الواقع، يطالب أهالي كسروان – الفتوح وزارة الطاقة بالعودة عن قرارها والسماح بعودة النشاطات السياحية المراقبة قرب سد شبروح، لأنّ إبقاء السد مغلقاً لا يعني فقط خسارة مورد اقتصادي مهم، بل أيضاً طمس هوية منطقة اعتادت أن تكون مقصداً للطبيعة والسياحة الداخلية.