
صحيحٌ أنّ وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني مقلٌّ بالتصريحات والمعلومات حيال تطوّرات المطار، لكنّ واقع الحال يؤكّد أن الحكومة الحالية تضع تشغيل القليعات على رأس أولوياتها، وتعتبر المشروع إنجازًا استراتيجيًا، وفشله سيكون عنوان فشلها كحكومة… إذ وصفه وزير الأشغال العامة فايز رسامني في زيارته الأخيرة إلى عكار بـ “المشروع الشخصي لي”… وبحسب المعلومات، فإن حكومة نوّاف سلام هي الأكثر استعجالًا على تشغيل المطار، قبيل موعد الانتخابات النيابية المقبلة ونهاية ولايتها، وتعتبره باكورة ما ستقدّمه للشمال أوّلًا ولبنان ثانيًا، ولا تنتظر صرخات المسؤولين أو الفاعليات بهذا الخصوص حتى تتحرّك.
ووفق مصادر مطّلعة، فإنّ الرئيسين عون وسلام في سؤال مستمرّ للوزير رسامني عن التطوّرات في شأن مطار القليعات. وقد قام الوزير بأكثر من زيارة إلى المطار منذ تسلّمه مهامه، بعضها كان معلنًا وبعضها غير معلن، في مؤشر واضح على اهتمام الدولة بتسريع العمل وتحريك الملف من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ.
وخلال جولته الأخيرة في عكّار، أعلن الوزير رسامني عن اهتمام عربي ودولي متزايد بالمطار، وأشار إلى العراق كدولة أبدت استعدادها للاستثمار في تشغيله وتطويره، لكونه قريبًا من الحدود معها. وليس العراق وحده، فهناك اهتمام قطري وفرنسي بالمطار أيضًا.
ومن أبرز التطوّرات، أن ملف المطار أصبح الآن على طاولة اللجان النيابية، لمناقشة إقرار قانون يتيح التلزيم عبر شراكة بين الدولة والقطاع الخاص، بهدف استقطاب مستثمرين محليين ودوليين، وضمان التمويل اللازم للتشغيل، وفق أعلى المعايير الدولية. وتؤكّد مصادر نيابية أن لا عراقيل حقيقية من الكتل النيابية المختلفة، تعترض المشروع، ما يعزز التفاؤل بإمكانية بدء التنفيذ قريبًا.
كما أنّ دراسة الجدوى الاقتصادية، أظهرت أنّ المشروع مربح وذو جدوى عالية، حيث من المتوقع أن يسهم في تنشيط الحركة السياحية والتجارية في الشمال، واستقطاب استثمارات جديدة، فضلًا عن خلق مئات فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
أهالي المنطقة في حالة من عدم الوضوح حول آليات التنفيذ التي ستعتمدها الحكومة في إعادة تشغيل مطار القليعات، وما هي الأبنية والإنشاءات والمرافق التي ستتبع له، والأجهزة اللوجستية التي سترافق تشغيله، إضافةً إلى الوقت المتوقع لتجهيز كافة المتطلّبات. إلّا أن معطيات وزارة الأشغال تشير إلى أن هذه الخطوات لن تستغرق أكثر من النصف الأول من العام المقبل، ما يضع احتمالية بدء التشغيل الفعلي للمطار على مسار زمني قريب نسبيًا، ومن المفترض أن يعقد وزير الأشغال اجتماعًا تقييميًّا مع نواب المنطقة وفاعلياتها لتوضيح هذه المسائل في الفترة المقبلة.
وسيمثّل المشروع اختراقًا استراتيجيًا لإعادة التوازن التنمويّ بين المناطق اللبنانية، خصوصًا في ظلّ الأزمة الاقتصادية الراهنة.
مايز عبيد – نداء الوطن